مهنة المتاعب
لم تمر إلا أيام قليلة على احتفال الجزائر
وعلى غرار كل دول العالم باليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير المصادف للثالث ماي
من كل عام،هذه المهنة التي يهوى الكثيرون تسميتها بمهنة المتاعب،لكنها في الجزائر
يجوز أن نطلق عليها "مهنة البحث عن المتاعب"ومع هذا يحلم بها الكثيرون
لأنها نبيلة رغم أنها تأخذ منك أكثر مما تعطيك،هذا وأحياءا لهذه المناسبة وجهت
الدعوات وكرم العديد من الصحافيين المحظوظين طبعا،الذين لم تثبت في حقهم بطبيعة
الحال أية مخالفات أو خروج عن الخطوط الحمراء التي وضعتها مؤسساتنا وخطها مسئولونا
حول أنفسهم ،ذلك بسبب أن وراء هذه الخطوط الحمراء فساد وتجاوزات خطيرة ونهب للمال
العام وما خفي أعظم،والصحافة في نظر هؤلاء ما عليها إلا السكوت عن مثل الأمور
وتجنب الحديث عنها والخوض في حيثياتها لأن التطرق إليها سيؤدي إلى كشف المستور و
نشر الفضيحة أمام الملأ، في حين تقتصر مهمتها فقط في إحصاء الإنجازات وذكر
الإيجابيات دون السلبيات،لكن المهمة النبيلة التي ظهرت من أجلها الصحافة تفرض عكس
ذلك ولا تنطبق عليها سياسة تغطية الشمس بالغربال،بل كانت ولازالت تعمل من أجل نشر
الحقائق وإيصال المعلومة إلى المواطن كما هي، ونقل الواقع الفعلي دون تحريف أو
تزييف،وذلك على الرغم من العديد من الصعوبات والعوائق التي تعترضها والتي تعتبر
أغلبها مفتعلة بطبيعة الحال من قبل أشخاص يعملون من أجل كبح حرية التعبير والحرص
على تطبيق سياسة تكميم الأفواه، فكثيرا ما نسمع أو نقرأ في جرائد يومية عن حالات
ضرب وشتم وتهجم على صحفيين ذنبهم الوحيد الحصول على المعلومة وإيصالها للقارئ
البسيط، أو نقرأ عن حالات إهانة لصحفيين أثناء تأدية مهامهم،كل ذلك وحسب اعترافات
من يقوم بهذه التصرفات أنفسهم هي مسألة انتقام وثأر بسبب مقال سبق نشره عنهم أو فضيحة
تم الكشف عنها وما إلى ذلك من هذا القبيل، غير أن المضحك المبكي في نفس الوقت هو
أن هؤلاء الأشخاص هم نفسهم من يطلون علينا كل 3ماي من أجل تخليد الاحتفالات وتوزيع
التكريمات ومشاركة الصحفيين في عيدهم، أقول لهؤلاء أين هي حرية التعبير التي
تتحدثون عنها لكي تحتفلوا بها في هذا اليوم؟؟؟؟؟؟